د.علي شوعي ناجي عرجاش
متى يسعد اليمنيون؟
الساعة 12:00 صباحاً
د.علي شوعي ناجي عرجاش
حينما أدخل ال(فيس بوك) أقلب ما فيه، وأشاهد أصدقاء غير يمنيين أجد منهم شاعرا يتغنى بالطبيعة وجمالها، والمحبوب وصفاته، والوطن وعشقه.... إلخ

وأجد آخر يتحدث عن العلم وفلسفته، والنظريات الحديثة في مجاله، والبحوث العلمية التي أجريت في مجال تخصصه، والمؤتمرات العلمية التي شارك فيها...إلخ

وآخر يتحدث عن السلامة المرورية وأصول وقواعد السير السليمة، واهمية حزام الأمان، وأهمية المحافظة على السيارة مصانة كي تحفظ الأرواح...إلخ

وآخر يتحدث عن الشباب ودورهم في بناء المجتمع، ودور مؤسسات الدولو والمجتمع في تنشئتهم وتربيتهم وتدريبهم وإكسابهم المهارات اللازمة للعمل، والعمل التطوعي وأهميته...إلخ

وآخر يتحدث عن الدين ودوره في تربية الفرد وتقويم سلوكه بطريقة معتدلة تأخذ الدين بوسطيته واعتداله بعيدا عن التعصب الطائفي المقيت، ويحذر من التفريط في قيمنا الثقافية كما يحذر من الغلو والتطرف، ودور الدين في تقويم السلوك وزرع قيم المحبة والتعاون والتعايش والقبول بالآخر...إلخ

وآخر يتحدث عن التكنولوجيا وأبرز الاكتشافات التي تخدم البشرية، ودور العرب في ذلك...إلخ..

ثم أقلب في صفحات أبناء اليمن من كل الأعمار؛ فأجد حالة الألم والأسى والحزن والضيق بما أوصلتنا إليه حروب المليشيا وغزواتها التي بدأت عام 2004 حيث أصبح الناس مهمومين بكيفية الخلاص من كابوس المليشيا وعنفها وقبضتها الحديدية التي أطبقتها على مناطق سيطرتها.

صفحاتهم تتناول الأحداث وتصفها وتحللها، وتنتقد وتوضح، والبعض الآخر يروج للانتصارات الوهمية للمليشيا، ويعدها خطوات جيدة ل(عزة) اليمنيين كما يزعمون، وآخر ينقل مقتل أو استشهاد صديق أو قريب...

وثالث يئن بسبب سوء الأوضاع، ورابع يتحدث عن المختطفين وأوضاعهم...إلخ.

لكن ما لاحظته هو ارتفاع مستوى الوعي بخطورة المليشيا وما تسببت فيه من تدمير لحياة اليمنيين، وأن اليمنيين ينتظرون لحظة الخلاص التي تقرب كلما اتسعت دائرة الوعي بخطور الوضع القائم الذي لا يمكن له أن يقودنا لخير مطلقا، مدركين أن كل يوم يمر يقابله ضريبة وكلفة يدفعها اليمنيون من أبنائهم وممتلكاتهم وثرواتهم القليلة وأقواتهم وسعادتهم وتعليم أبنائهم، وأن آلامهم وأحزانهم كانت نتيجة أوصلنا إليها عنف المليشيا وانقلابها على سلطة شرعية منتخبة...

فمتى تتحقق أحلامنا في حياة طبيعية نحيا فيها بعيدا عن قسوة الواقع الحالي؟

متى نصل للعيش بسلام في ظل دولة يحكمها العدل والمساواة في ظل قانون يحتكم إليه الجميع بعيدا عن المليشيا وحروبها وجنونها؟

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص