الرئيسية - محافظات وأقاليم - محاولة إنقلاب "الإنتقالي".. قتل للأبرياء وإستحضار لماسي الماضي وإعاقة لتقدم الجيش في الساحل الغربي (تفاصيل خاصة)
محاولة إنقلاب "الإنتقالي".. قتل للأبرياء وإستحضار لماسي الماضي وإعاقة لتقدم الجيش في الساحل الغربي (تفاصيل خاصة)
الساعة 08:48 مساءاً (خاص/ الميناء نيوز / أسامة البعيثي )
خلّفت الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، جراء محاولة الإنقلاب الفاشلة التي أقدم عليها مجلس عيدروس الزبيدي ، العشرات بين قتيل وجريح من قوات الجيش ومليشيا مجلس الزبيدي، ومواطنين مدنيين من أبناء عدن.

وقد حرصت قوات الجيش الوطني ممثلة بالوية الحماية الرئاسية، على تجنب الدخول في صراع دموي مع مليشيا مجلس الزبيدي،وظلت خلال اليوم الأول  من محاولة الإنقلاب المسلح ،في موقف الدفاع عن معسكراتها وعن مؤسسات وأجهزة الدولة بالعاصمة المؤقتة عدن، وفي اليوم الثاني  أجبرت على النزول إلى عدد من مديريات عدن لحماية المنشآت العامة والخاصة،التي كانت تتعرض للهجوم والتدمير والنهب من قبل مسلحي مجلس الزبيدي "الإنتقالي" قبل أن تصدر توجيهات دولة رئيس الوزراء، بعودتها وعودة الطرف الإنقلابي إلى أماكنها السابقة ووقف القتال بينهما، والتي نفذتها قوات الحماية الرئاسية من طرف واحد.

وعاش أبناء العاصمة المؤقتة عدن خاصة ،وبقية المحافظات الجنوبية عامة ،مخاوف شديدة من تكرار مجازر 86م، والتي كان طرفاها أبناء المناطق الجنوبية، وهو ما يرجعه مراقبون اليوم إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على النسيج الاجتماعي، ومع ذلك يتخّوف البعض من تبعاتها إذا لم تتخذ خطوات جادة لنزع سلاح مليشيا ما يسمى المجلس الإنتقالي الجنوبي، ومحو آثار محاولة الإنقلاب الفاشلة التي أقدمت عليها نهاية الشهر المنصرم ، وهذا ما أكدّه اجتماع مجلس الوزراء، عقد برئاسة رئيس المجلس الدكتور أحمد عبيد بن دغر، في العاصمة المؤقتة عدن،عقب فشل محاولة الإنقلاب.

إعاقة عقد جلسات مجلس النواب وتقدم الجيش

قدم مجلس الزبيدي خدمة كبيرة لمليشيا الحوثي، بتعثيره ولو مؤقتاً عقد جلسات مجلس النواب بعدن، التي كان قد تقرر عقدها بداية الشهر الجاري، حيث أدت محاولة الإنقلاب إلى توقف توافد من تبقى من أعضاء مجلس النواب في المحافظات التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإنقلابية، إلى العاصمة المؤقتة عدن، خشية من تصفيتها في تلك الحرب التي أشعلتها مليشيا المجلس "الإنتقالي" ،كما أدت إلى إعاقة مواصلة تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة في الساحل الغربي، بسبب عودة وسحب كتائب منها إلى عدن للتدخل لإيقاف الحرب التي أشعلتها مليشيا "الإنتقالي"

التمرد على الحكومة الشرعية والتحالف

ويقول مراقبون أن مواصلة تجنيد مجلس الزبيدي للأطفال وتسليح مجاميعه المسلحة، ومناوأته للدولة والنظام والقانون، يصب في خدمة المشروع الإيراني في اليمن، وفي حرف مسار معركة اليمن ودول التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، ضد تمدد المشروع الإيراني في اليمن ودول الجزيرة والخليج العربية.

وأوضحوا بأن تشكيل مليشيات جديدة موازية للجيش اليمني، في المحافظات الجنوبية ،لا يقل خطرا من مليشيا الحوثي الإيرانية، كون الأولى مثل الأخيرة، تقف ضد تحقيق أهداف عاصمة الحزم، المتمثلة بالقضاء على مليشيا الحوثي الإيرانية الإنقلابية وإعادة الشرعية والحفاظ على اليمن موحداً وحماية الأمن القومي لدول التحالف العربي ولمختلف الدول العربية،بالإضافة إلى أن المليشيتين تخدم المشروع الإيراني الذي يسعى لتقسيم اليمن وتمكين مليشيات الحوثي من حكم المحافظات الشمالية ، ومن ثم تمكينها من اليمن كاملة بعد أن تستعيد قوتها.

إستهداف النسيج الإجتماعي الجنوبي

 ومن  آثار محاولة الإنقلاب التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن ، أحداث شرخ كبير في النسيج الاجتماعي الجنوبي ،وتوسيع هواة الإنقسامات والخلافات بين مكونات الحراك الجنوبي ومختلف مكونات المجتمع الجنوبي ، وإستحضار خلافات قديمة حصلت بينها.

ويقول الصحفي محمد الحميدي ،إن محاولة السيطرة على المحافظات الجنوبية من قبل طرف ما جنوبي ، أمراً مخيفاً ويفسد النسيج الاجتماعي، وهو بالتأكيد تصرف أرعن وخارج عن الإجماع الوطني الجنوبي، وأسلوب دخيل  على عدن والجنوب، ولا يرى إلا بعين مصالحه وجماعته الضيقة، التي تضحي بالمصلحة العامة في الجنوب ،وعلاقات الجنوبيين بالتحالف العربي ، لتحقيق نزوات شخصية وشللية ،وخدمة لأجندة خارجية .

ويكمل: «أحداث عدن الأخيرة لولا تدخل الأشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة، لكانت أدت إلى شرخ أكبر من الشرخ الحالي في النسيج الجنوبي، وتطور الأمر إلى أقتتال الجنوبين في كل قرية ومدينة على مستوى المحافظات الجنوبية كافة .ولقضت على كل الروابط السياسية والإجتماعية  بين أبناء الجنوب.

ويضيف الجبلي «حاول البعض استدعاء ذكرى مجزرة عام 86م الدموية، والتي كانت خلالها مدينة عدن مسرحاً لصراع مناطقي جنوبي، لكن الواقع ونتيجة لتوجيهات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ووعي أبناء عدن ، أفشلت هذا الرهان.

الوقوف ضد الإقتتال

وأختتم حديثه بالقول: عدن خلال الفترة  الماضية عاشت الكثير من المآسي والدمار والفوضى والمعاناة، جراء حرب مليشيا الحوثي، عليها، وجراء عبث وفوضى مجلس عيدروس الزبيدي ،وهذا ما جعل المواطنين في عدن يقفون ضد الإقتتال مجدداً فيها، ناهيك عن ميل غالبية السكان للاستقرار وتوفير الخدمات عقب الصراعات المتعاقبة، وكذا وجود التحالف العربي الذي نجح في إيقاف القتال قبل اتساعه.

دعوة (بن دغر) لحقن الدماء وتضميد الجراح

رئيس الوزراء  أحمد عبيد بن دغر،وحرصا منه على حقن دماء اليمنيين ،والحفاظ على ما تحقق من إنتصارات على مليشيا الحوثي، وعلى عدم حرف مسار الحرب، وللحفاظ على ما تحقق من إنجازات في مختلف المجالات، في عدن والمحافظات المحررة ،وفي سبيل عدم تكرار ما حدث ،دعا المملكة العربية السعودية والتحالف العربي للتحقيق في أحداث عدن الأخيرة لمعرفة المتسبب لها.

 وأعرب بن دغر، خلال كلمة له أمام مجلس الوزراء في عدن، يوم الأربعاء الموافق 7 فبراير الجاري، عن "شكره للملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده والمملكة العربية السعودية على مواقفهم الكبيرة ووقوفهم إلى جانب الشعب اليمني وشرعيته بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ".

وأكد دولة رئيس الوزراء على أن  "المهمة اليوم هي في رأب الصدع، وتضميد الجراح، والخروج من حالة الشحن السياسي والمناطقي، وأن نبذل جهدنا في الاهتمام بأسر كل الشهداء دون استثناء، والعناية بالجرحى، كل الجرحى، وتطبيع الحياة في عدن ورعاية مصالح المواطنين، وقيام مؤسسات الدولة بدورها في تقديم الخدمات ودعم الجهود الوطنية والقومية لاستعادة الدولة وأعني دعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تحظى بالأولوية في عمل الحكومة".

وحث بن دغر، جميع القوى في عدن على القيام بمهمة وطنية عاجلة هي تجاوز الأزمة والتسامح والعمل على معالجة الجراح، التي خلفتها أحداث الثلاثة الأيام الأخيرة من الشهر الماضي، قائلاً: "العدو أمامنا ومن ظن أنه منتصر عسكرياً سيتجرع الهزيمة غداً، لكن على يد من لا يرحم".

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص