عقد الرئيس عبدربه منصور هادي اجتماعا هاماً مع الحكومة الجديدة عقب أداء أعضاء الحكومة لليمين الدستورية هذا اليوم.

وفي الاجتماع الذي حضره نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر ورئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني, وضع الرئيس هادي خطوط العمل الرئيسية التي تنتظر الحكومة والأولويات التي ستعمل عليها.
وتنوعت هذه الخطوط من توجيهات للحكومة بالابتعاد عن أي صراع ، إلى الأولويات الاقتصادية العاجلة التي ينتظرها المواطن، وكذلك الحرص على تقديم الدعم للجيش الوطني لمواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً.
وفي حديثه أمام الحكومة، قال الرئيس هادي: "نريد عدن عاصمة للجميع، نريد مؤسسات تبنى، نريد اقتصاد يتعافى، نريد أمن يستتب، نريد مواجهة للانقلاب، ونريد خدمات للناس، وهذا باختصار ما ينتظركم، ومن اثبت جدارته في إدارة الوزارة فأهلاً وسهلاً به وسيكون محل احترام الشعب والقيادة، ومن اساء فيها سيتم محاسبته وتغييره".
موقع بصمة للإعلام، يلخص المواضيع التي ركز عليها الرئيس في خطابه أمام الحكومة.

توجيهاته للوزراء 
وفي حديثه للوزراء أكد هادي بأنه "لن يكون هناك بعد اليوم وزير يمارس عمله من خارج الدولة والعاصمة، وسيعود الجميع وستعملون بطاقة اضافية لبناء هذه المؤسسات ويجب ان نفعل ذلك بإمكانياتنا المتاحة، فلن نواجه التحديات الكبيرة إلا بعمل مؤسسي منظم لكافة اجهزة الدولة المركزية وفي إطار من التعاون والتكامل مع السلطات المحلية وعلى مستوى كل محافظة”.
وقال الرئيس بأن المهمة الاولى لكل وزير هي أن يكون قدوة لكل وزارته، ويداوم رسمياً وينسى السفريات، ويقرب منه الكوادر المؤهلة ويبني وزارته بناء حقيقي لا وزارات في حقائب الوزراء، وأن تكون الوزارات فاعلة وحقيقية وهياكل حقيقية ودوام حقيقي رسمي ومقرات معروفة للجميع.. مشيراً الى انه سيتم رصد موازنة خاصة بالنفقات التشغيلية للوزارات رغم شحة الإمكانيات.
وقال رئيس الجمهورية مخاطبا أعضاء الحكومة "عليكم الابتعاد عن أي مناكفات او صراع، ويجب الحفاظ على مظاهر الدولة، وسمعة الدولة وهيبة الدولة ورمزية الدولة، ولا اريد ان اسمع عن اي وزير في هذه المرحلة ان يصدر تصريح يضر بسمعة الدولة"، مشددا على عدم تجاوز لوائح الوزارات والقانون موضحا: «لا نريد أن نسمع عن سوء إدارة وفساد وأي تكليفات قام بها الوزراء خارج صلاحياتهم غير مقبولة». 
وطلب رئيس الجمهورية  من الحكومة عقد «أول اجتماع رسمي للحكومة في العاصمة المؤقتة عدن وبشكل عاجل».
وقال هادي بأن الحكومة معنية لمتابعة ما تبقى من استحقاقات اتفاق الرياض وخاصة في الجانب العسكري والأمني بما في ذلك استكمال الانسحابات وجمع السلاح وتوحيد كافة التشكيلات العسكرية تحت إطار وزارة الدفاع والمكونات الأمنية تحت إطار وزارة الداخلية وفقًا للاتفاق، وجعل العاصمة المؤقتة عدن أولاً خالية من كافة الوحدات العسكرية وتمكين الأجهزة الأمنية من القيام بدورها. 

الاقتصاد
أكد الرئيس هادي إن أهم أولويات الحكومة الجديدة «هي مواجهة التحديات الاقتصادية ووقف تدهور الحالة الاقتصادية ودعم العملة الوطنية وبناء وتعزيز ايرادات الدولة ومؤسساتها المختلفة».
وأشار هادي بأن أعظم مهمة ينبغي ان تقوم بها هذه الحكومة هي التخفيف من معاناة المواطن وتحسين الخدمات، وأن يشعر المواطن بوجود الدولة عبر خدماتها، مؤكدا «سنعمل بإصرار على مواجهة التحديات الاقتصادية ومخاطر تدهور العملة الوطنية». 
وأضاف الرئيس «إن واحدة من أهم أولويات الحكومة تقديم الخدمات للمواطن، واقول لكم ضعوا المواطن اليمني على امتداد اليمن الكبير من المهرة الى صعدة نصب أعينكم واعملوا جاهدين للتخفيف من معاناته سواء تلك الناتجة من الوضع الاقتصادي أو جراء مواجهته للانقلاب وتضحياته من أجل استعادة الدولة، ويجب ان يشعر المواطن بوجودكم من أول يوم» مضيفاً: «كما أن عليكم مسؤولية للاهتمام والرعاية بأسر الشهداء الأبرار الذين دفعوا ارواحهم فداءً لهذا الوطن وكذلك للمعتقلين والمختطفين وأسرهم».
وقال: "أنا على ثقة كاملة من دعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية للاقتصاد اليمني وهم الذين كانوا وما زالوا نعم العون والسند.. مشدداً على ضرورة العمل لتخفيف معاناة المواطن سواء تلك الناتجة من الوضع الاقتصادي او جراء مواجهته للانقلاب الحوثي".

مواجهة الحوثي
وقال هادي بأن العدو الأول لليمنيين هو مليشيا الحوثي الانقلابية، مشيرا أنه "لابد ان تتوجه الجهود لتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة وانهاء الانقلاب الحوثي الإيراني".
وفي اجتماعه بالحكومة، قال رئيس الجمهورية «تدركون جميعاً أن المشروع الحوثي المدعوم ايرانياً يشكل خطراً على كل اليمنيين بدون استثناء من صعده وحتى المهرة، حيث ان هدفهم الرئيسي هو نقل وتطبيق التجربة الإيرانية في بلد الإيمان والحكمة، دون تمييز شمالًا أو جنوبًا، وهذا ما يرفضه شعبنا اليمني الأبي، وهذا التحدي يفرض على الحكومة ان تستعيد طاقتها وجهدها في مواجهة هذا المشروع الذي يدمر اليمن ويقضي على مقوماته ».
وبهذا الصدد جدد هادي «الحرص على تقديم الدعم للجيش الوطني البطل الذي يناضل من أجل وطننا وسنكون معه لمواجهة الانقلاب وسنعمل جميعاً على دعم جهود الدولة لتعزيز الأمن وبناء مؤسساته».