-
محافظات وأقاليمإشهار منظمة "جاستيس للحقوق والتنمية" بتعز كمنصة مدنية لدعم العدالة والشراكة
-
محافظات وأقاليموزير الإعلام: مليشيا الحوثي نهبت أكثر من 20 مليار دولار منذ الانقلاب
-
محافظات وأقاليمالمشمر يوجّه بسرعة استبدال خط شبكة الصرف الصحي في منطقة الأكمة بسوق الصميل
-
محافظات وأقاليمصدور قرار رئيس مجلس القيادة بتعيين امين عام لمجلس القضاء الاعلى
-
محافظات وأقاليمنقابة وكلاء الغاز بتعز تدين جريمة الاعتداء المسلح على أحد أعضائها وتطالب بسرعة ضبط الجناة
-
محافظات وأقاليمرئيس مجلس القيادة يستقبل قيادات المكتب السياسي للمقاومة الوطنية
-
اخبارعربية ودولية"الأونروا": سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة تضاعف في قطاع غزة
-
تقافة وفنالإرياني يجتمع بالقيادات الثقافية والفنية لمناقشة الفعاليات المصاحبة لمهرجان شتاء عدن الثاني
الرئيسية - محافظات وأقاليم - في سجون المليشيا السرية .. المختطف «الحرف» يروي قصة خمسة أعوام من المعاناة والتعذيب الوحشي والحرمان
في سجون المليشيا السرية .. المختطف «الحرف» يروي قصة خمسة أعوام من المعاناة والتعذيب الوحشي والحرمان

2020/12/07
الساعة 05:26 مساءاً
(الميناء نيوز- متابعات)
لم يكن يعلم المختطف المحرر (حازم أحمد علي الجرف) بأن غيابه عن أسرته وعمله ومعارفه سيطول إلى خمس سنوات كاملة، بعد أن استدعته المليشيا الحوثية، إلى أحد أقسام الشرطة، وقالت له "جاوب خمس دقائق" بحسب تعبيره، مؤكداً أنه ذاق أصناف العذاب في سجون المليشيا السرية، التي تناوبت عليه بتعذيب نفسي وجسدي نال منه.
ضمن الملف الذي تعمل فيه "26 سبتمبر" والتي التقت بعدد من المختطفين المدنيين المفرج عنهم مؤخراً، منهم الجرف، الذي كان يعمل مديراً لمدرسة أهلية في منطقة السبعين بالعاصمة صنعاء الذي يروي جزءاً من تفاصيل التعذيب الوحشي الذي تعرض له فيما تسمى بـ " البيوت المخفية" أو السجون السرية لدى مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران.
تنقل الجرف في عدة سجون سرية، لا يعرف مكانها إنما هي بيوت معارضين، هربوا من بطش المليشيا لتتخذها سجوناً لها، ومكث فيها منها ما يقارب خمسة أشهر في ليتم نقله إلى سجن الأمن السياسي سيء الصيت، ليظل فيه خمس سنوات من شهر فبراير 2015م حتى شهر أكتوبر 2020م، تحت قبضة السجان، الذي لا يملك رحمة، ولا إنسانية لديه.
يعبر الجرف عن لحظات اختطافه من عمله، بأنه جاء إليه طقم من المليشيا وأخبرته بأنهم يريدونه لخمس دقائق، ويقول: "سألتهم هل هناك أمر قضائي أو نيابي؟ فرد عليه الحوثيون: نريد منك أن تأتي معنا خمس دقائق فقط وستعود، فأدركت بعدها أن كل دقيقة أصبحت سنة، وأصبحت الخمس الدقائق خمس سنوات".
وفي شهادة المختطف المحرر يؤكد بأنه تم اقتياده في بداية اعتقاله إلى سجن يسمى "زين العابدين" وهو سجن سري من يدخله لا يتم معرفة مكانه، يتم إخفاؤه بشكل تام، مؤكداً بأن المبنى في الأصل هو مسجد تم تحويله إلى سجن، يقع في الجهة الغربية من منطقة حزيز، ويضيف: "مكثت هناك يوماً وليلة وجهت إلي تهماً باطلة وتم التحقيق فيها معي من بعد العصر حتى الساعة الثامنة مساء، وفي اليوم التالي بعد صلاة العشاء أتت سيارة وتم ربط أعيننا وكلبشة أيدينا، حينها قال لي أحد العسكر مهددا: إن سمعت منك نفساً واحداً سوف يكون آخر يوم في حياتك".
ويشير إلى أن المليشيا نقلته من سجن "زين العابدين" إلى مكان مجهول محاولاً معرفة المكان الذي وصل إليه إلا أنه لم يستطع وحين أراد أن يشرب ماء، رفض السجانون طلبه، وقالوا له سوف نعطيك "أسيتاً" لتشرب، ليتم بعدها بحسب كلامه ربط أقدامه وأدخلوه إلى غرفة مظلمة، وكان منهم أربعة افراد "فقاموا بتعذيبي ضربا بالكابل واستمر التعذيب والتحقيق حتى آذان الفجر".
وما آلم حازم كثيراً انه قبل اختطافه كان على موعد لتسفير والده إلى الهند للعلاج إلا أنه زج به في المعتقلات لأكثر من خمس سنوات دون ان يرى والده أو علاجه، وذلك ما ضاعف من آلامه النفسية اضافةً إلى الجسدية.
يضيف:" في أول ليلة تم اختطافي فيها إلى ذلك البيت السري وجهت إلي تهمة التواصل مع الشرعية واعتبرت من الخلايا النائمة لديهم، وكانت إجابتي نفي ذلك، فاستمروا بضربي ليلة كاملة كي يجدوا مني أي معلومات ولكن لم يجدوا شيئاً، وفي الليلة التالية قاموا بتوجيه تهم أخرى أنني مسؤول مالي وتم ليلتها التحقيق معي من بعد العشاء إلى منتصف الليل، وفي الليلة الثالثة جاءوا بتهم أخرى موجهة إلي بأني مسؤول تسليح، وأني سلحت المئات من الشباب، وفي ليلتها تم تعذيبي حتى ظهرت الكدمات على كل جسدي وسال دمي، وكسرت يدي".
ويقول حازم أوقفوا تعذيبي لمدة يومين فقط ثم أعادوا التحقيق، وجاءوا بأعذار أخرى فقد طلبوا مني مخطط إسقاط صنعاء، حينها أجبت عليه ساخرا: " أنا أدعى حازم الحرف ولست من قيادات الشرعية، ولكنه كان مصرا على أن أعطيه مخطط إسقاط صنعاء، حينها أدركت انهم يريدون فقط احتجازي وتعذيبي دون مبررات".
وكانت أصعب الأيام التي عاشها أنهم قاموا بتعليقه في السقف مربوطةً يديه ورجليه ولمدة اسبوع كامل حتى ورم جسده، وأصبح نصف جسده مورماً". ويضيف:" وما زاد المعاناة أنهم منعوني من أن أصدر أي صوت أثناء تعليقي وتعذيبي فهم لا يريدون أن يسمعوا حتى تأوهاتي، وكذلك منعوني من أن أطلب الدخول إلى الحمام أو أن أؤدي صلاتي، حتى إن سمح لي بدخول الحمام فسأدخل مكلبش اليدين ومربوط العينين وسوف يحتسب لي دقيقة واحدة فقط لقضاء الحاجة، وإذا انتهت يفتح علي باب الحمام".
ويقول:" كنت أطالبهم بالإفراج عني فقط لأعالج والدي، بل حتى مكالمة هاتفية لأطمئن عليه لكن لا جدوى، ولكن أتفاجأ بأنهم يطلبون مني سيارتي مقابل خروجي من الحجز وبحجة أني كنت أستخدمها لنقل أشياء تدعم الشرعية، ولكني ولأجل صحة والدي والسرعة في إسعافه أعطيتهم سيارتي، ولكن وقتها فقط لم يسمحوا لي إلا بمكالمة هاتفية مع الوالد وبعدها انتظرت أن يفوا بوعدهم لكن لم يحصل شيء مما وعدوني به، بل اخذوا سيارتي وصادروها وحتى اليوم، ومن بعدها تحول وعدهم إلى خمس سنوات معتقلاً".
ويروي حازم بعضاً من مشاهد الت
عذيب الجسدي والنفسي والمعاناة والحرمان التي كانوا يعانونها بالمعتقل بقوله:" طوال الخمس السنوات لم نر الشمس، ولم نتعرض لها مما أدى ذلك إلى إصابة الكثير من المختطفين بمختلف الأمراض، اضافةً إلى منعنا من الاغتسال طوال تلك الفترة، حتى على مستوى أنك تنظف ملابسك كان ممنوع منعا باتا، مما أدى إلى إصابتنا بما يسمى بمرض عصبي جلدي وهو مرض تحسسي يؤثر على وظيفة الكلى والنظر".
ومن أبرز صور المعاناة التي شاهدها حازم يقول:" سمعت في أحد الأيام من الغرفة المجاورة أحد المحتجزين وقد كان معلقاً للسقف وهو يصيح يريد الحمام، ولكن جاء أحد السجانين إليه قائلا: لست أنت فقط فهناك مائة وخمسون كلباً يريدون أن يدخلوا الحمام"!!.
وقتها ما كان من هذا المحتجز إلا أن يقضي حاجته على نفسه، وقتها جاء الحارس وهو يصيح لماذا هذه القذارة وطلب منه أن ينظفها في دقيقة واحدة فقط وانهال عليه بالسب والشتم والضرب".
لا عبادة
مليشيا الإجرام الحوثي والتي تدعي أنها مسيرة قرآنية وترفع شعار التكبير في كل صرختهم، إلا أنها تبطن خلاف ذلك، فهي تعادي الدين وكل ما له علاقة به، وبعد أن قاموا بتفجير كثير من دور العبادة وحفظ القرآن في المعتقلات يكنون العداء للدين وكل ما له علاقة به، إذ يروي حازم الحرف صورا من ذلك العداء مع المختطفين من قبل مليشيا الحوثي بتأكيده: "أنهم كانوا يمنعون من رفع أصواتهم في الأذان أو تلاوة القرآن، حتى ان أحد المختطفين قام بأداء الآذان لصلاة العصر فقاموا بضربه ضربا مبرحا بتهمة أنه كان يؤذن".
ويضيف:" هناك مشهد آخر دليل على عدائهم لكل الشعائر الدينية ففي أول عيد نقضيه في السجن وكان عيد الفطر وبعد أن صلينا الفجر ونحن نكبر تكبيرات العيد منتظرين دخول وقت صلاة العيد، نتفاجأ بشخص يدعى أبو سيف المطري قاطعنا متسائلا: بتكبروا؟ قلنا: نعم، هذه من سنن العيد حتى قيام صلاة العيد، وقتها قال مهددا: لكن أصواتكم مرتفعة!! فقام ونادى لمن معه وأخرجونا من الغرفة ورشوا الطارود بالماء وطلبوا منا أن نزحف بذلك الطارود إلى أن نصل إلى الحمام ونظل على هذا الحال إلى أن نصل إلى فتحة قضاء الحاجة ونقول فيها:" عيد مبارك" ونرجع زحفا، هذا وهم مقومون بضربنا بالعصي".
ويضيف:" كذلك كان هناك مختطفان حفظوا المصحف كاملا وقد قاموا بإقامة احتفال بسيط بهذه المناسبة لكنهم اخذوهم وعذبوهم حتى لا يحتفلون بختم المصحف".
ويتحدث حازم الحرف عن الكثير من المضايقات سواء بالجانب الديني أو الإنساني فيقول:" لك أن تتخيل في أيام الزيارات يأتي ابنك الصغير، وأحد من أقاربك وتريد أن تسلم عليه فقط، ولكن هذه تعتبر أمنيه صعبة المنال، وكذلك كان يؤلمني سؤال ابنتي الصغيرة وهي تسألني حين زيارتي: أبي متى تعود معنا، فهذه الكلمات البسيطة كانت تزيدني حسرة وألماً إلى ألمي في الزنزانة وعذابي".
حرمان
ويتحدث حازم عن حرمانهم من الادوية والدفاء أثناء فصول البرد، مما سبب لهم ذلك بالتهابات شديدة في الجيوب الأنفية نتيجة البرد الشديد، ورغم آلامهم تلك ومرضهم لكن المحققين كانوا يرغمونهم على الوقوف للتحقيق لساعات طويلة وسط البرد القارس دون أن يعطوهم حبة دواء واحدة" كما أن السجانين كانوا حريصين ويهددوهم بأنهم لا يريدون أن يسمع أحد من الجيران أن هناك محتجزين لديهم بهذه البيوت ".
ويتحدث عن وصف تلك المعتقلات بأنها كانت في ظلام دامس طيلة الليل والنهار كونها تقع في بدرومات مظلمة، ما تسبب ذلك بضعف في النظر لدى البعض منهم".
وحول معاناتهم في جانب التغذية يقول حازم:" كانوا يحضروا لنا ماء من خزان مفتوح، وكان ملوثاً بشكل كبير حتى أن النظر إليه مقزز جدا، وطالبنا بتغييره لكن لا مجيب، حتى أنه كان يسبب لنا أمراضاً بسبب تلوثه.
والأكل كان يعطى بأكياس حرارية يتم رميها على المحتجزين رمياً، إضافة إلى رداءة الأكل الذي كان يعطى لنا مما سبب لنا أيضاً أمراضاً منها أمراض جلدية، وأيضاً من صور المعاناة أننا كنا ننام مكبلين الأيدي، ويأتي منتصف الليل وهناك المناوب يدخل علينا بطريقة مفزعة جدا ويقتحم الغرفة مع الصياح ويطلب من الجميع أن يلتفتوا إلى الجدار، ويحدث هذا التصرف أكثر من مرة في الليلة، حتى إننا لم نكن نأخذ وضعية الاستلقاء بل يمضي الليل ونحن جلوس، لأننا نتوقع دخولهم بأي وقت".
يقول حازم: وما يؤلم القلب ويدميه أنك تأتي لتنام لكن لا تستطيع من أصوات التعذيب والآهات والصراخ والبكاء ممن حولك مما لا يمكنك من النوم ألما وحسرة".
تعذيب المسنين
يروي حازم الحرف قصة رجل كبير في السن من محافظة أبين يقارب عمره السبعين عاماً التقى به في السجن، يقول:" سألته عن سبب وجوده معنا فقال لي: أنا اتيت لزيارة ابنتي في دار سلم بصنعاء، وقد خرجت من المنزل قبل آذان الفجر بربع ساعة حينها كان المسجد مغلقاً فانتظرت حتى يفتح المسجد، لكن اتفاجأ وقد أتى إلي عنصر حوثي ثم مجموعة وقاموا باختطافي بحجة أني داعشي، ولكن القصة في الأصل أنني كنت أحمل في جيبي 4آلاف سعودي وكانوا يحاولون أخذها مني، ولكني
رفضت بشدة فتم احتجازي".
يضيف حازم:" وما آلمني أنه في نفس الليلة التي تحدثت معه تم تعليقه بالسقف وكنت أسمع صراخه وتعذيبه دون أن يرحموا كبر سنه وأن لا علاقة له بأي شيء سوى خروجه لصلاة الفجر، حتى أنه وذات اليوم وأثناء التحقيق معه كان يقول له أنت متهم لأنك تحمل دفتر شيكات، فكانت تهمة ذاك العجوز فقط أنه يحمل عملة سعودية، وهذه هي معاملة الحوثي الوحشي دون مراعاة لفارق سن أو أي حالة خاصة".
إضافة تعليق
- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً