الرئيسية - محافظات وأقاليم - المليشيا الحوثية تتآكل من الداخل والسبب قضايا الفساد .. (تقرير)
المليشيا الحوثية تتآكل من الداخل والسبب قضايا الفساد .. (تقرير)
الساعة 10:22 مساءاً (الميناء نيوز- متابعات )

 

تصاعدت الخلافات الحادة التي تشهدها مليشيا الحوثي المتمردة المدعومة من إيران مؤخراً بشكل ملفت، ووصلت إلى تبادل الهجمات والتراشق الإعلامي في أوساط صفها القيادي الأول، وكشف الغطاء عن كثير من الاتهامات المتبادلة. 

كانت الخلافات الحادة بين عناصر المليشيا الحوثية المتمردة منذ سنوات وحتى ما قبل فترة قصيرة تكمن في المواجهات المسلحة والتصفيات الجسدية، لكن حاليا بدأت تأخذ تلك الخلافات مجرا آخر بالتوجه إلى إخراج الأسرار والمعلومات المخفية في صناديقها إلى الواجهة. 

الانقسامات الكبيرة التي تضرب مليشيا الحوثيين المتمردة المدعومة إيرانياً وصلت إلى مدى كبير من الخلافات داخل المليشيا، وصلت - بحسب مصادر مطلعة - إلى فورة بركانها، وأن الأيام القادمة لا تسر بالنسبة للمليشيا التي بات التصدع تتسع فجوته في أوساط قياداتها. 

وكانت أبرز تجليات الصراع بين قيادات المليشيا الانقلابية المتمردة المدعومة إيرانياً ما شهدته العديد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، خلال الفترة الماضية من تصفيات جسدية بين أبرز قادتها.

الهجوم من الداخل 
مؤخراً ظهر في الواجهة القيادي السابق في مليشيا الحوثي المتمردة، والمقصي من قبلها من رئاسة ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" التابع للمليشيا، صالح هبرة، في مقال له بعنوان "نطالب بسلخ جلود الفاسدين ونحن من انتقيناهم بعناية" يهاجم فيه جماعته، ومتهماً قيادتها، بانتقاء الفاسدين وتمكينهم، وممارسة الظلم على أبناء الشعب والزج بهم في السجون.

بدى "هبرة" _ الرجل الثاني للمليشيا الحوثية - في مقاله الذي نشره على صفحته على موقع "فيسبوك" متسائلاً "عن دوافع اصرار المليشيا على حكم شعب لا يرغب في ان تحكمه، وقال "ما فائدة أن نحكم شعباً لا يرغب في أن نحكمه؟"، لافتاً إلى أن المليشيا تدعي أنها تحكم الشعب لمصلحته، وهذا ما يدعيه كل المتسلطين.

يضيف "هبرة" في مقاله التي رأى مراقبون وصحفيون وسياسيون أنه خطاب يحمل في مضمونه خلافات وصلت إلى طرق مسدودة "ان الجماعة الحوثية تدعي الحرص على مصلحة الشعب"، لكنه يقول إنها بمجرد أن وصلت إلى السلطة، "زجت به في -  أي الشعب - وصادرت حقوقه، واستأثرت بالسلطة والثروة والقرار من دونه".

"هبرة" تحدث عن المليشيا التي خرج إليها مهاجما "الجماعة ما أن استأثرت بالسلطة جعلت من الشعب الذي استخدمته سلما للوصول إليها "يرتص في طوابير طويلة من أجل الحصول على دبة بترول أو ديزل".
وطالب القيادي "هبرة" المليشيا، بالقيام بواجبها تجاه الشعب، كما تقوم به تجاه القيادات المسؤولة عن المظالم، قائلاً: "صحيح أن هناك حصار ممنهج ومماحكات سياسية، ولكن هذا لا يعفي السلطة عن القيام بواجبها تجاه أبناء شعبها كما تقوم به تجاه كبرائها من أضلوها سبيل العدل والإنصاف".

واتهم "هبرة" بممارسة الخداع على أبناء صعدة، قائلاً: "استطعنا بفضل سياسة الخداع أن نعيش أبناء صعدة جحيما لسنوات ونزج بالآلاف في المعتقلات؛ بذريعة أنهم يوزعون شرائح وهي مجرد كذبة لا أساس لها من الصحة، ولم نحصل على شريحة واحدة، ولم تُكتشف كذبتنا إلا عندما فضحتنا تكنولوجيا الإحداثيات التي تستخدم طيلة فترات الحرب".

وسخر من جماعته بقوله "بذلك تكون مصلحة الشعب قد تحققت لدى أصحاب الحركات الدينية التي خرجت من إطارها الدعوي الإصلاحي إلى مشروع آخر وهو التسلط والحكم بالقوة"، مضيفاً "ما أسخفها من مغالطات وما أتفهها من عقول تقبل بمثل هذه الترهات".

وأردف "نطالب بسلخ جلود الفاسدين بينما نحن من عيّنهم، بل وانتقيناهم بعناية؛ لأننا أصحاب مشاريع فاسدة ولا يقبل ينفذها لنا إلا الفاسدون، أما الشرفاء فلن يقبلوا بذلك"، متسائلاً: "هل هناك وضوحاً وشفافية "أكثر من هيك"؟.

وأضاف "من الذي سيقبل يلفق تهم ضد أبرياء لدوافع كيدية أو حزبية؛ لنزج بهم في السجون ونتملك أرضهم وديارهم؟”، لافتا إلى ان ما تقوم به المليشيا الحوثية من وعظ ليس الغرض من ورائه إصلاح الواقع وإنما تطويع الشعب ليقبل بالواقع الذي تفرضه عليه"، وفق خطة مرسومة.

هذا المقال يظهر إلى السطح وصول الخلافات بين المليشيا الحوثية إلى أوجها، التي تشهد حالة توسع للتوترات والصراعات البينية بين قياداتها مصحوبة بعمليات تصفيات جسدية شملت عدد من القيادات والوجاهات القبلية التي شاركتها في انقلابها على الحكومة الشرعية وحروبها العبثية التي تشنها على اليمنيين منذ ما قبل ست سنوات.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص