الرئيسية - محافظات وأقاليم - مطار مأرب.. بين الوعود الرنانة والواقع المستحيل (تقرير خاص)
مطار مأرب.. بين الوعود الرنانة والواقع المستحيل (تقرير خاص)
الساعة 05:09 مساءاً (الميناء نيوز- متابعات)
منذ انطلاق عاصفة الحزم في الـ26 من مارس 2015م ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية ولأجل استرداد الشرعية وعودة الدولة في اليمن، بقيادة مباشرة من التحالف العربي الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات، واليمنيون ينتظرون بفارغ الصبر إعادة إعمار ما خلفته الحرب من خراب ودمار شمل مختلف القطاعات، وكان له أثر على كافة المواطنين. وقد جاءت عاصفة الأمل عقب ذلك بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتؤكد على عزم التحالف والمملكة بشكل خاص لإعادة وبناء وترميم كل ما قضت عليه الحرب، ولمعالجة أوضاع كل اليمنيين الذين طالهم الأذى من الانقلابيين الحوثيين وكنتيجة حتمية لاستمرار الحرب ما يقارب أربع سنوات. وخلال هذا الأسبوع أتانا النبأ من مواقع غير رسمية عن نية المملكة السعودية إنشاء مطار مأرب الدولي الحديث، الذي سيتم بناؤه وفقاً لأحدث التصاميم والمواصفات الدولية، وسوف يضاهي باتساعه وخدماته أرقى المطارات الدولية والإقليمية. وزفت لنا قناة العربية التابعة للأشقاء في السعودية الخبر السار على لسان سفير السعودية في بلادنا محمد آل جابر، والذي أكد في تصريحات إعلامية أن مطار مأرب سيكون واحداً من سلسلة مشاريع كبرى تتولى السعودية إقامتها بعد الرجوع للحكومة اليمنية. مبيناً أن المطار الجديد يقع في وسط اليمن، وبالتحديد في مأرب التاريخية. وأنه سيكون محلياً وإقليمياً، وسيتسع لـ2 مليون مسافر سنوياً، وسيوفر 5 آلاف وظيفة مباشرة أثناء عملية الإنشاء، و15 ألف وظيفة غير مباشرة، بالإضافة إلى أنه سيحتاج إلى 1000 كادر وظيفي لتشغيل المطار بعد الانتهاء من المشروع. وأضاف أن المشروع يوفر كذلك فرصاً استثمارية كبيرة، وهو مصمم من شركة أميركية صمّمت مطار شيكاغو ومطاري أبها وجازان في السعودية، وسيكون من أفضل محطات الركاب في الإقليم، وسينعش المنطقة. وعلى النقيض من ذلك أبدى الكثير من المواطنين اليمنيين تساؤلات وجيهة عن ماهية هذا المشروع الضخم ومدى قابليته للتحقق على أرض الواقع من خلال الكم الهائل من الوعود البرَّاقة التي حملها وجاءت منافية لقابلية تحققها ميدانياً بسبب عدم وضوح الرؤية للمشروع وضبابية الإعلان عنه الذي لم يصدر عن أي جهة رسمية في الحكومة اليمنية، فضلاً عن استحالة تنفيذ تلك الوعود الرنانة وخروجها للنور بسبب تنافيها من المعطيات والحقائق الثابتة. وقالت مصادر مطلعة أن المشروع أشبه بكذبة أبريل، وأن مرتكزاته هلامية لا وجود لها. واستدلت المصادر على ذلك بعدة نقاط جوهرية من أهمها: عدم إعلان تكلفة إجمالية للمشروع، وعدم الإعلان عن ذلك من قبل حكومة الشرعية، وعدم صدور أي تصريح من وزارة النقل اليمنية كونها الجهة المسئولة رسمياً عن مثل هكذا مشاريع، إلى جانب افتقاده للجدية والصدق، لأن إعلانه جاء على لسان جهة غير حكومية، وهذا الإعلان لم يعتمد على أي بيانات مما تعتمد عليه كل المشاريع العملاقة والصغيرة على السواء. من جهة أخرى شكك مراقبون بالمشروع برمته لأنه لم يتم إعلانه من داخل اليمن، ولا عبر وسائل الإعلام الرسمية للحكومة اليمنية، ولا كان لمسئول يمني تواجد أثناء إطلاق تلك الوعود الرنانة، ولا توجد أدلة واقعية على الأرض بوجود مثل هذا المشروع. كما شككت جهات هندسية من جهتها بالمشروع ككل لاعتبارات هندسية وفنية، أهمها عدم الإعلان عن مناقصة محددة للمشروع، كون كل مطارات العالم لا يتم إنشاؤها إلا عبر منافسات ومناقصات معلنة. إضافة إلى أن عدم تحديد تكلفة المشروع، والقطع بموعد محدد لإنشائه يجعله أقرب للمزايدة والاستهلاك الإعلامي منه للحقيقة والواقع. إلى ذلك تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خبر مطار مأرب الدولي مع الصور البيانية والمجسمات للمشروع الذي أعلنه آل جابر، وعلق البعض بالأمل والتمني من أن يكون المشروع حقيقياً، خاصة وأن اليمنيين يعولون الكثير والكثير على الأشقاء في السعودية، حيث كانوا ومازالوا أكثر من يقف إلى جانب اليمن، وبالتالي ليس مستغرباً أن تقوم المملكة بمثل هكذا مشروع جبار. مثمنين أدوار المملكة العربية السعودية في الوقوف إلى جانب بلادنا في مختلف المراحل، وبالذات وقفتها الجادة وتضحيتها الكبيرة في عاصفة الحزم لاسترداد الشرعية اليمنية وإعادة بناء الدولة التي انقض عليها الحوثيون الانقلابيون منذ أربع سنوات عجاف.
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص