في الوقت الذي تنتظر فيه اليمن وقفة جادة من كافة الأحزاب والمكونات السياسية والمجتمعية، لرفض العبث الإماراتي في سقطرى، سارعت معظم القوى السياسية، لإدانة محاولات الإمارات احتلال جزيرة سقطرى، وأصدرت بذلك بيانًا شديد اللهجة، أعلنت فيه تأكيدها على دعم قرارات رئيس الجمهورية في كافة القرارات التي من شأنها إيقاف هذا التصعيد الخطير، وأشادت بموقف دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر وأعضاء الحكومة المرابطين في الجزيرة المحتلة.

لا غرابة في هذا الموقف المشرف، لتلك الأحزاب الوطنية، الرافضة لتمييع القضية الوطنية، والتفريط في سيادة البلد.. لكن الغريب أن تتحرج بعض القيادات السياسية عن تسجيل موقف مشرف يحفظ لها ماء وجهها أمام الأجيال، فترفض الإجماع الوطني، على حساب سيادة البلد ووحدة أراضيه.

في هذا التقرير، رصد "الوطن نيوز" أبرز ردود الأفعال حول احجام الحزب الاشتراكي اليمني والحزب الناصري، عن توقيع بيان القوى السياسية المؤيدة للشرعية، والرافضة للعبث الإماراتي في سقطرى.

سقوط الأقنعة

يعتبر الصحفي اليساري محمد سعيد الشرعبي غياب حزبي الناصري والاشتراكي عن التوقيع بأنه إجراء غير متوقع، ويعبر عن تخندقات الأحزاب، واختلاف رؤى قياداتها لقضايا مصيرية.

ويضيف أن "‏من كوارث حرب اليمن تغليف النخب السياسية المريضة مواقفهم المنحازة لمشاريع جماعات اللادولة والمليشيات الطائفية والنزعات الجهوية بعداء مفتعل واحقاد مزمنة مع مكونات محلية وتسويق حرصهم على الشعب ودفاعهم عن الوطن، والواقع يكذب مزاعمهم" .

وتابع الشرعبي قائلا "‏النخب المسكونة بالاحقاد والمصابة بقصر النظر والمبررة لإطالة أمد الحرب في اليمن وتمييع الجرائم ضد الإنسانية والمشاركة في الصراعات السياسية لن تتورع عن عار التفريط بالسيادة".. مشيرًا إلى أن" بعض الأحداث تسقط الأقنعة فقط".

من جانبه قال الصحفي : عباس الضالعي إنه "‏من المؤسف جدا ان تخضع قضية السيادة للمزايدات والمناكفات واستحضار الماضي".. مؤكدًا أن" السيادة قضية عامة لايمكن لاي طرف اخضاعها للحسابات السياسية والمصالح الضيقة".

وأضاف الضالعي: أن" سقطرى ليست ملكًا لحزب أو فئة مكون، انها جزء غالٍ من اراضي ‎اليمن.. مشيرًا إلى أن "الاحزاب التي تخلفت عن بيان الادانة سجلت طعنة لليمن".

سجل يا تاريخ

وعلق فهد قائد الوصابي على تخلف ‏الحزب الإشتراكي اليمني والتنظيم الناصري على التوقيع قائلا:" الحزب الإشتراكي اليمني والتنظيم الناصري، يرفضان التوقيع على بيان الاحزاب السياسية بخصوص جزيرة سقطرى.. سجل يا تاريخ واشهد يا شعب.

قبول بالعبث الإماراتي

من جانبه اعتبر عبدالملك الحميري، وصدام الوجيه أن "‏رفض التنظيم الناصري والاشتراكي التوقيع على بيان ‎الأحزاب السياسية المؤيدة للشرعية بشأن ‎سقطرى يؤكد قبولهم للممارسات العبثية بحق جزيرة سقطرى ورضاهم بالأنتهاكات التي تطال سيادة الوطن وسلامة أراضيه".

وقال الاعلامي محمد الضبياني "بيان الأحزاب السياسية المؤيدة للشرعية بشأن ‎سقطرى باستثناء حزبين لهما مواقف مريبة منذ الوهلة الأولى لعملية اختطاف الدولة، يؤكد أن ‎الناصري كائن لزج يسيل يتواجد في أي وسط، إلا أن يكون وسطاً شريفاً نقياً خالصا من المصالح الأنانية الضيقة والانتهازية".

وحذر ‏‎عبدالواحد أبوزيد من صمت الاشتراكي اليمني والناصري، قائلا "اذا لم يتدارك الاشتراكي والناصري موقفهما ويصدرا بيانًا مؤيدًا للبيان الذي اعلنته الأحزاب السياسية والا فانهما وقعا في فضيحة سياسية مدوية".

وأضاف : ‏وحتى وإن أصدرا بيانًا لاحقًا لا يؤيد بيان الاحزاب السياسية المؤيدة للشرعية مهما كانت قوته لا يمكن أن يغطي الفضيحة السياسية التي اوقعا نفسيهما بها".

وأكد : أن مستقبل الحزبين "الاشتراكي -الناصري" السياسي في خطر، لأن التفريط بالأوطان والسكوت عن الاعتداء عليها لا يمكن تبريره بأي حال".

مصالح شخصية

ترى الناشطة ليلى العامري أن القيادات السياسية المتخلفة عن رفض الممارسات الإحتلالية للإمارات، تبحث عن مناصب رفيعة المستوى في حكومة هادي لذا رفضوا التوقيع على بيان الأحزاب السياسية المؤيدة للشرعية بشأن سقطرى.

وقال الكاتب عمار شملان،" ‏لا ناصري ولا اشتركي في بيان الأحزاب والقوى السياسية المؤيدة للشرعية على احداث ‎سقطرى ولا هناك أي توضيح.. يعني مصلحتهم أهم من مصلحة الوطن أو مستحيين , والشعب هو من يتحمل تبعاتهم!!

أحمد أبوالهيج :‏غاب الحزب الاشتراكي اليمني عن بيان الاحزاب والقوى السياسيه بشأن سقطرى ويكفي اليمن حضورا عن هذا الحزب الاخ الرائع شفيع العبد .

وتستمر ردود الأفعال حول محاولة الإمارات احتلال جزيرة سقطرى، على المستوى الشعبي والرسمي، منذ أسبوع، بينما تخلف حزبا الناصري والاشتراكي عن مهمتهما الوطنية، ولم تكتفي بذلك، بل خرج الأمين العام للحزب الاشتراكي، محذرًا الحكومة الشرعية من الوقوع في الحماقة، في إشارة إلى المواجهة المباشرة بين الشرعية والإمارات!!

المصدر: الوطن نيوز