الرئيسية - محافظات وأقاليم - لماذا يرفض الحوثيون كل مبادرات السلام " تفاصيل "
لماذا يرفض الحوثيون كل مبادرات السلام " تفاصيل "
الساعة 04:31 مساءاً

لا يلتزم الحوثيون بأي مبادرة سلام، ويعملون على إفشال كل الجهود الرامية للدفع بعملية السلام المتعثرة منذ سيطرتهم على الحكم، وهو موقف تكرر في  ثلاث جولات من المفاوضات التي كانوا طرفا فيها.

وفي آخر إفادة له كشف المبعوث الأممي السابق الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ  أمام مجلس الأمن الدولي نهاية شباط/فبراير 2011 رفض مليشيا الحوثي مقترح سلام وافقت علية جميع الأطراف المعنية، ما عكس عدم جديتهم في إنهاء الحرب،  واستهتارهم واستهانتهم بدماء  الشعب اليمني.

تحرك الحوثيين يفسر تصورات الجماعة العقائدية بفكرة التمكين الإلهي لاسترداد إرثها التاريخي والديني، وهو حكم الإمامة لليمن أو للجزء الشمالي من اليمن منذ القرن السابع عشر حتى قيام ثورة 1962م  كما ينقل خبراء، لذا يرفض الحوثيون جل مبادرات السلام.

ويرى مراقبون أن مليشيا الحوثي ما زالت تستمد وجودها من بقاء السلاح وتجنيد مقاتلين، وليس من برنامجها السياسي، والتجربة التي خاضتها الجماعة في الحوار الوطني لم تنضجها سياسياً، حيث شنت حربها على اليمنيين بعد الحوار مباشرة، ,في آخر خطاب لصالح الصماد أمام جمع من أنصار الحوثي في ميدان السبعين لم يذكر السلام أو العملية السياسية ولو لمرة واحدة، لأن الجماعة لا ترى أنها تستمد شرعيتها من هذه المفردات

وفضلاً عن كونهم كيان عسكري أيدولوجي عقائدي مستلب الإرادة لصالح طهران التي تستخدمه ولا تعتبره امتدادا حقيقيا لها كما هو الواقع بحسب سياسيين، فإن هذا الموقف المتصلب تجاه عملية السلام تفسره أهداف المليشيا، وخاصة عندما تتحول الحرب عندها إلى وسيلة للتكسب ويزداد الأمر سوءاً حين تضاف لها أهداف عقائدية ايدلوجية، فالحرب عندها وسيلة عيش وكسب، والحياة السلمية عندها موت حقيقي، ولهذا فهي تكره السلم وتبحث عن المناطق المشتعلة التي تمثل مواردها المادية.

ويرى مراقبون  أن الحوثيين لا  يستطيعون العيش والبقاء دون الحرب واختلاق أعداء لتحشيد الناس معهم، ولا يمتلكون مشاريع بناء، ويؤكد أن تفكيرهم ينصب دوماً على أن ما حصلوا عليه بالقوة لن يتخلوا عنه إلا بالقوة، وأن السلام لن يكتب لهم أي حياة أو تطور؛ فمنذ الحروب الأولى كانوا مجرد عصابة، والآن سيطروا على موارد دولة.

 

ويرجع مراقبون أن لذلك السلوك أيضا علاقة بطبيعة نشأة الحوثي في منطقة معزولة مثل صعده  والذي جعلتهم أكثر جهلاً بطبيعة تغيرات المجتمع اليمني واقل قدرة على تعلم السياسة وممارستها بشكل براجماتي، إضافة الى تلكؤ المجتمع الدولي واكتفائه بإطلاق عبارات التنديد التي لا توثر على مجريات الأحداث، ويعتبرها الحوثي بمثابة ضوء أخضر للاستمرار والوصول لما يطمح إلية.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً