وأوضح المشاركون أن من أهم أسباب ودواعي حمل الشباب للسلاح اعتبار ذلك مظهر من مظاهر الرجولة والتباهي في أوساط أقرانهم، وأنها تعطيهم الشعور بالأمان، والدفاع عن النفس في ظل تردي الأوضاع الأمنية في الوقت الحالي، واستخدامه للتعبير عن الفرحة في المناسبات الاجتماعية كما يحدث في احتفالات الزواج والأعياد، مشيرين إلى أن حيازة السلاح أدى إلى زعزعة الأمن المجتمعي وارتفاع معدل الجريمة.

وعن موقفهم من حمل الشباب للسلاح أكد المشاركون أنها ظاهرة دخيلة على مدينة عدن، لم تعهدها الأجيال السابقة وليست من عاداتها وتقاليدها، ازداد انتشارها في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، وصارت تدخل في المعاملات اليومية والفصل في المشاكل الاجتماعية، وتنتهي غالبًا بتبادل إطلاق النار؛ الأمر الذي أضر كثيرًا سلمية المجتمع وعرض حياة المدنيين للمخاطر، وأدى في كثير من الأحيان إلى سقوط جرحى وقتلى.

وطالب المشاركون بتعالي أصوات المجتمع لتشكيل رأي عام يناهض ظاهرة حمل السلاح، وتنظيم حملات مجتمعية للتوعية بمخاطره وأضراره، واتخاذ الحكومة ممثلةً بالأجهزة الأمنية المعنية إجراءات رادعة لمنع حمله في الأماكن والمتنفسات العامة، وكذا رجال الأمن خارج نطاق الواجب الرسمي، وإخضاع المستجدين في سلك التجنيد للتدريب والتأهيل الكافي والمستمر في كيفية استخدام السلاح في مهمات معينة يُكلف بها.

كما دعا المشاركون إلى توحيد التشكيلات الأمنية وانهاء الوضع المليشاوي، ومكافحة ظواهر أخرى ذات علاقة بظاهرة حمل السلاح كتعاطي المخدرات، ووجود السوق السوداء لبيع وشراء الأسلحة الفردية خارج نطاق القانون، وتخصيص فترة محددة لنزع السلاح من متناول الأفراد، وكذا تفعيل قانون تنظيم حمل السلاح.

يُذكر أن المجلس الشبابي للسلام أحد مخرجات الدورة التدريبية الخاصة بـِ "بناء السلام والتعامل مع النزاع"، التي نفذتها مؤسسة "ألف باء" مدنية وتعايش بالتعاون مع جمعية "مودة" للتنمية، بالشراكة مع منظمة "شركاء" الدولية – مكتب اليمن، ضمن مشروع "المشاركة المجتمعية في المناصرة والحوار"، ويهدف المجلس إلى نشر ثقافة السلام والمساهمة في رفع الوعي وبناء القدرات بالتعامل مع النزاعات.

من عاد نعمان